فصل: باب أفضل الناس مؤمن بين كريمين

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد **


  باب في قلب المؤمن وغيره

224- عن أبي سعيد رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏القلوب أربعة‏:‏ قلب أجرد فيه مثل السراج يزهر، وقلب أغلف مربوط عليه غلافه، وقلب منكوس، وقلب مصفح، فأما القلب الأجرد فقلب المؤمن فيه سراجه فيه نوره وأما القلب الأغلف فقلب الكافر، وأما القلب المنكوس فقلب المنافق عرف ثم أنكر، وأما القلب المصفح فقلب فيه إيمان ونفاق، فمثل الإيمان فيه كمثل البقلة يمدها الماء الطيب، ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها القيح والدم، فأي المدتين غلبت على الأخرى غلبت عليه‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الصغير وفي إسناده ليث بن أبي سليم

225-وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال‏:‏ أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏

‏"‏يا أبا أمامة إن من المؤمنين من يلين لي قلبه‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

  باب زيادة إيمان المؤمنين بعضهم على بعض

226-عن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏المؤمنون في الدنيا على ثلاثة أجزاء‏:‏ الذين أمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، والذي يأمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، ثم الذي إذا أشرف له طمع تركه لله عز وجل‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه دراج وثقه ابن معين وضعفه آخرون‏.‏

227-وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لا نعلم شيئاً خيراً من مائة مثله إلا الرجل المؤمن‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الأوسط والصغير إلا أن الطبراني قال في الحديث‏:‏ ‏"‏لا نعلم شيئاً خيراً من ألف مثله‏"‏‏.‏ ومداره على أسامة بن زيد بن أسلم وهو ضعيف جداً‏.‏

  باب في إيمان الملائكة

228-عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبوح به‏:‏

‏"‏أن أحداً على إيمان جبريل وميكائيل عليهما السلام‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط، وفيه الحسن بن أبي جعفر الجفري وهو متروك لا يحتج به‏.‏

 أبواب الإسراء والمعراج

  باب في الإسراء

229-عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لما كان ليلة أسري بي أصبحت بمكة فظعت ‏(‏في زوائد البزار ‏"‏ففظعت‏"‏ هكذا وجدته فيها بخطه وأورده في النهاية بالظاء فقال فيه‏:‏ فظعت بأمري، أي‏:‏ اشتد علي وهبته - انتهى‏.‏ ففي إيراد المصنف له بالضاد في المجمع نظر، ولكنه أورده في زوائد البزار بالظاء بخطه، ولم أر هذه اللفظة في زوائد الكبير والصغير والوسط - كما في هامش الأصل‏)‏ بأمري وعرفت أن الناس مكذبي فقعدت معتزلاً حزيناً‏"‏ قال‏:‏ فمر به عدو الله أبو جهل فجاء حتى جلس إليه فقال له كالمستهزئ‏:‏ هل كان من شيء‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏ قال‏:‏ وما هو‏؟‏

قال‏:‏ ‏"‏إني أسري بي الليلة‏"‏ قال‏:‏ إلي أين‏؟‏قال‏:‏ ‏"‏إلى بيت المقدس‏"‏ قال‏:‏ ثم أصبحت بين ظهرانينا‏؟‏قال‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏ فلم يره أنه يكذبه مخافة أن يجحده الحديث إن دعا قومه إليه قال‏:‏ أرأيت أن دعوت قومك أتحدثهم ما حدثتني‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏ قال‏:‏ هيا معشر بني كعب بن لؤي حي قال‏:‏ فانتقضت إليه المجالس وجاءوا حتى جلسوا إليهما قال‏:‏ حدث قومك بما حدثتني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إني أسري بي الليلة‏"‏ قالوا‏:‏ إلى أين‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏إلى بيت المقدس‏"‏ قالوا‏:‏ ثم أصبحت بين ظهرانينا‏؟‏قال‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏ قال‏:‏ فمن بين مصفق ومن بين واضع يده على رأسه متعجباً للكذب زعم قالوا‏:‏ وتستطيع أن تنعت لنا المسجد وفي القوم من قد سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد‏؟‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏فذهبت أنعت فما زلت أنعت حتى التبس علي بعض النعت‏"‏ قال‏:‏ ‏"‏فجيء بالمسجد وأنا أنظر حتى وضع دون دار عقيل - أو عقال - فنعته وأنا أنظر إليه‏.‏ قال‏:‏ وكان مع هذا نعت لم أحفظه‏"‏ قال‏:‏ فقال القوم‏:‏ أما النعت فوالله لقد أصاب‏.‏

رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح

230-وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لما كانت ليلة أسري بي أتيت على رائحة طيبة فقلت‏:‏ يا جبريل ما هذه الرائحة الطيبة‏؟‏ قال‏:‏ هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها، قلت‏:‏ وما شأنها‏؟‏ قال‏:‏ بينا هي تمشط ابنة فرعون ذات يوم إذ سقط المدرى من يدها فقالت‏:‏ بسم الله فقالت لها ابنة فرعون‏:‏ أبي‏؟‏ قالت‏:‏ لا ولكن ربي ورب أبيك الله، قالت‏:‏ أخبره بذا‏؟‏قالت‏:‏ نعم، فأخبرته فدعاها فقال‏:‏ يا فلانة وإن لك رباً غيري‏؟‏ قالت‏:‏ نعم ربي وربك الله وأمر ببقْرة ‏(‏والبقْرة‏:‏ من البقْر، وأصله من الشق والتوسعة والفتح‏)‏ من نحاس فأحميت ثم أمر أن تلقى هي وأولادها فيها، قالت له‏:‏ إن لي إليك حاجة قال‏:‏ وما حاجتك‏؟‏ قالت‏:‏ أحب أن تجمع عظامي وعظام أولادي في ثوب

واحد فتدفننا جميعاً‏.‏ قال‏:‏ ذلك علينا من الحق‏.‏ قال‏:‏ فأمر بأولادها فألقوا بين أيديها واحداً واحداً إلى أن انتهى ذلك إلى صبي لها مرضع كأنها تقاعست من أجله قال‏:‏ يا أمه اقتحمي فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة فاقتحمت‏"‏‏.‏ قال ابن عباس‏:‏ تكلم أربع صغار عيسى بن مريم عليه السلام وصاحب جريج وشاهد يوسف وابن ماشطة ابنة فرعون‏.‏

رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط

231-وعن أبي بن كعب رضي الله عنه عن رسول الله قال‏:‏

‏"‏فرج سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل صلى الله عليه وسلم ففرج صدري ثم غسله من ماء زمزم ثم جاء بطست ممتلئ حكمة وإيماناً فأفرغها في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء فلما جاء السماء الدنيا ففتح فقال‏:‏ من هذا‏؟‏ قال‏:‏ جبريل صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏ هل معك أحد‏؟‏ قال‏:‏ نعم معي محمد قال‏:‏ أرسل إليه‏؟‏ قال‏:‏ نعم فافتح، فلما علونا السماء الدنيا إذا رجل عن يمينه أسودة ‏(‏أسودة‏:‏ جمع قلة لسواد وهو الشخص، لأنه يرى من بعيد أسود‏)‏ وعن يساره أسودة فإذا نظر قبل يمينه تبسم وإذا نظر قبل يساره بكى قال‏:‏ مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح قال‏:‏ قلت لجبريل صلى الله عليه وسلم‏:‏ من هذا‏؟‏ قال‏:‏ هذا آدم وهذه الأسودة عن يمينه وشماله نسم بنيه فأهل اليمين هم أهل الجنة والأسودة التي عن شماله هم أهل النار فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى‏.‏ قال‏:‏ ثم عرج بي جبريل صلى الله عليه وسلم حتى جاء السماء الثانية فقال لخازنها‏:‏ افتح فقال له خازنها مثل ما قال خازن سماء الدنيا ففتح له‏"‏‏.‏

رواه عبد الله من زياداته على أبيه ورجاله رجال الصحيح

232-وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏رأيت ليلة أسري بي لما انتهينا إلى السماء السابعة فنظرت فوق - قال عفان‏:‏

فوقي - فإذا أنا برعد وبروق وصواعق قال‏:‏ فأتيت على قوم بطونهم كالبيوت فيها الحيات ترى من خارج بطونهم قلت‏:‏ من هؤلاء يا جبريل‏؟‏ قال‏:‏ هؤلاء أكلة الربا، فلما نزلت إلى السماء الدنيا فنظرت أسفل مني فإذا أنا بريح وأصوات ودخان فقلت‏:‏ ما هذا يا جبريل‏؟‏ قال‏:‏ هذه شياطين يحرفون على أعين بني آدم لا يتفكرون في ملكوت السماوات والأرض ولولا ذلك لرأوا العجائب‏"‏‏.‏

رواه أحمد - وروى ابن ماجة منه قصة أكلة الربا وفيه أبو الصلت لا يعرف ولم يرو عنه غير علي بن زيد

233-وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏ليلة أسري بي وضعت قدمي حيث توضع أقدام الأنبياء من بيت المقدس فعرض علي عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فإذا أقرب الناس به شبهاً عروة بن مسعود وعرض علي موسى صلى الله عليه وسلم فإذا رجل ضرب من الرجال كأنه من رجال شنوءة وعرض علي إبراهيم صلى الله عليه وسلم فإذا أقرب الناس به شبهاً صاحبكم صلى الله عليه وسلم‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه عمر بن أبي سلمة وثقه أحمد ويحيى وابن حبان وضعفه علي بن المديني وغيره

234-وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ثم جاء من ليلته فحدثهم بمسيره وبعلامة بيت المقدس وبعيرهم فقال ناس - قال حسن - ‏:‏ نحن نصدق محمداً بما يقول فارتدوا كفاراً فضرب الله أعناقهم مع أبي جهل وقال أبو جهل‏:‏ يخوفنا محمد شجرة الزقوم هاتوا، تمراً وزبداً فتزقموا‏.‏ فذكر الحديث‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن هلال بن خباب قال يحيي القطان أنه تغير قبل موته وقال يحيى بن معين‏:‏ لم يتغير ولم يختلط ثقة مأمون، ورواه أبو يعلى وزاد قال‏:‏

ورأى الدجال في صورته رؤيا عين ليس رؤيا منام وعيسى بن مريم وإبراهيم قال‏:‏ فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال فقال‏:‏ ‏"‏رأيته فيلمانياً ‏(‏أي عظيم الجثة‏)‏ أقمر ‏(‏أبيض‏)‏ هجان ‏(‏الخالص من كل شيء‏)‏ إحدى عينيه قائمة كأنها كوكب دري كأن شعره أغصان شجرة، ورأيت عيسى شاباً أبيض جعد الرأس حديد البصر مبطن الخلق، ورأيت موسى أسحم أدم كثير الشعر شديد الخلق، ورأيت إبراهيم فلا أنظر إلى إرب ‏(‏الأرب بالكسر‏:‏ العضو‏)‏ من آرابه إلا نظرت إليه كأنه صاحبكم قال‏:‏ وقال لي جبريل عليه السلام‏:‏ سلم على أبيك فسلمت عليه‏"‏‏.‏

  باب منه في الإسراء

235-عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بفرس يجعل كل خطو منه أقصى بصره فسار وسار معه جبريل صلى الله عليه وسلم فأتى على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم كلما حصدوا عاد كما كان فقال‏:‏ يا جبريل من هؤلاء‏؟‏ قال‏:‏ هؤلاء المجاهدون في سبيل الله تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف، وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه، ثم أتى على قوم ترضخ ‏(‏الرضخ‏:‏ الدق والكسر‏)‏ رؤوسهم بالصخر كلما رضخت عادت

كما كانت، ولا يفتر عنهم من ذلك شيء، قال‏:‏ يا جبريل من هؤلاء‏؟‏ قال‏:‏ هؤلاء الذين تثاقلت رؤوسهم عن الصلاة، ثم أتى على قوم على أدبارهم رقاع وعلى أقبالهم رقاع يسرحون كما تسرح الأنعام إلى الضريع والزقوم ‏(‏الضريع‏:‏ نبت بالحجاز له شوك كبار، والزقوم‏:‏ نبات في البادية له زهر ياسميني الشكل - كما في النهاية والقاموس‏)‏ ورضف ‏(‏الرضف‏:‏ الحجارة المحماة‏)‏ جهنم، قال‏:‏ ما هؤلاء يا جبريل‏؟‏ قال‏:‏ هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم وما ظلمهم الله وما الله بظلام للعبيد، ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم في قدر نضيج، ولحم آخر نيء خبيث فجعلوا يأكلون الخبيث ويدعون النضيج الطيب، قال‏:‏ يا جبريل من هؤلاء‏؟‏ قال‏:‏ الرجل من أمتك يقوم من عند امرأته حلالاً فيأتي المرأة الخبيثة فيبيت معها حتى يصبح، والمرأة تقوم من عند روجها حلالاً طيباً فتأتي الرجل الخبيث فتبيت عنده حتى تصبح، ثم أتى على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها هو يريد أن يزيد عليها فقال‏:‏ يا جبريل من هذا‏؟‏ قال‏:‏ هذا رجل من أمتك عليه أمانة الناس لا يستطيع أداءها وهو يزيد عليها، ثم أتى على قوم تقرض شفاههم وألسنتهم بمقاريض من حديد كلما قرضت عادت كما كانت لا يفتر عنهم من ذلك شيء قال‏:‏ يا جبريل ما هؤلاء‏؟‏ قال‏:‏ خطباء الفتنة، ثم أتى على جحر صغير يخرج منه ثور عظيم فيريد الثور أن يدخل من حيث خرج فلا يستطيع فقال‏:‏ ما هذا يا جبريل‏؟‏ قال‏:‏ هذا الرجل يتكلم بالكلمة العظيمة فيندم عليها فيريد أن يردها فلا يستطيع، ثم أتى على واد فوجد ريحاً طيبة ووجد ريح مسك مع صوت فقال‏:‏ ما هذا‏؟‏ قال‏:‏ صوت الجنة تقول‏:‏ يا رب ائتني بأهلي وبما وعدتني قد كثر غرسي وحريري وسندسي وإستبرقي وعبقري ومرجاني وقصبي وذهبي وأكوابي وصحافي وأباريقي وفواكهي وعسلي وثيابي ولبني وخمري ائتني بما وعدتني، قال‏:‏ لك كل مسلم ومسلمة ومؤمن ومؤمنة ومن آمن بي وبرسلي وعمل صالحاً ولم يشرك بي شيئاً ولم يتخذ من دوني أنداداً فهو آمن، ومن سألني أعطيته ومن أقرضني جزيته ومن توكل علي كفيته إني أنا الله لا إله إلا أنا لا خلف لميعادي قد أفلح المؤمنون تبارك الله أحسن الخالقين

فقالت‏:‏ قد رضيت، ثم أتى على واد فسمع صوتاً منكراً فقال‏:‏ يا جبريل ما هذا الصوت‏؟‏ قال‏:‏ هذا صوت جهنم تقول‏:‏ يا رب ائتني بأهلي وبما وعدتني فقد كثر سلاسلي وأغلالي وسعيري وحميمي وغساقي وغسليني وقد بعد قعري واشتد حري ائتني بما وعدتني قال‏:‏ لك كل مشرك ومشركة وخبيث وخبيثة وكل جبار لا يؤمن بيوم الحساب قالت‏:‏ قد رضيت‏.‏

ثم سار حتى أتى بيت المقدس فنزل فربط فرسه إلى صخرة فصلى مع الملائكة فلما قضيت الصلاة قالوا‏:‏ يا جبريل من هذا معك‏؟‏ قال‏:‏ هذا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين قالوا‏:‏ وقد أرسل إليه‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قالوا‏:‏ حياه الله من أخ وخليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة‏.‏ ثم لقوا أرواح الأنبياء فأثنوا على ربهم تعالى فقال إبراهيم صلى الله عليه وسلم‏:‏ الحمد لله الذي اتخذني خليلاً وأعطاني ملكاً عظيماً وجعلني أمة قانتاً واصطفاني برسالاته أنقذني من النار وجعلها علي برداً وسلاماً، ثم إن موسى عليه السلام أثنى على ربه فقال‏:‏ الحمد لله الذي كلمني تكليماً واصطفاني وأنزل علي التوراة وجعل هلاك فرعون على يدي ونجاة بني إسرائيل على يدي، ثم إن داود صلى الله عليه وسلم أثنى على ربه فقال‏:‏ الحمد لله الذي جعل لي ملكاً وأنزل علي الزبور وألان لي الحديد وسخر لي الجبال يسبحن معي والطير وآتاني الحكمة وفصل الخطاب، ثم إن سليمان عليه السلام أثنى على ربه تبارك وتعالى فقال‏:‏ الحمد لله الذي سخر لي الرياح والجن والإنس وسخر لي الشياطين يعملون ما شئت من محاريب وتماثيل وجفان كالجوابي وقدور راسيات وعلمني منطق الطير وأسال لي عين القطر وأعطاني ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي، ثم إن عيسى صلى الله عليه وسلم أثنى على ربه فقال‏:‏ الحمد لله الذي علمني التوراة والإنجيل وجعلني أبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذنه ورفعني وطهرني من الذين كفروا وأعاذني وأمي من الشيطان الرجيم ولم يجعل للشيطان علينا سبيلا‏.‏

وإن محمداً صلى الله عليه وسلم أثنى على ربه فقال‏:‏ كلكم أثنى على ربه وأنا مثن على ربي‏:‏ الحمد لله الذي أرسلني رحمة للعالمين وكافة للناس بشيراً ونذيراً وأنزل علي الفرقان فيه تبيان كل شيء وجعل أمتي خير أمة أخرجت للناس وجعل أمتي وسطاً وجعل أمتي هم الأولون وهم الآخرون وشرح لي صدري ووضع عني وزري ورفع لي ذكري

وجعلني فاتحاً وخاتماً، فقال إبراهيم صلى الله عليه وسلم‏:‏ بهذا فضلكم محمد صلى الله عليه وسلم، ثم أتى بآنية ثلاثة مغطاة فدفع إليه إناء فيه ماء فقيل له اشرب ثم دفع إليه إناء أخر فيه لبن فشرب حتى روي ثم دفع إليه إناء آخر فيه خمر فقال‏:‏ قد رويت لا أذوقه فقيل له‏:‏ أصبت أما إنها ستحرم على أمتك ولو شربتها لم يتبعك من أمتك إلا قليل‏.‏ ثم صعد به إلى السماء فاستفتح جبريل فقيل‏:‏ من هذا‏؟‏ قال‏:‏ جبريل، قيل‏:‏ ومن معك‏؟‏ قال‏:‏ محمد صلى الله عليه وسلم، قالوا‏:‏وقد أرسل إليه‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قالوا‏:‏ حياه الله من أخ وخليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء فدخل فإذا بشيخ جالس تام الخلق لم ينقص من خلقه شيئاً كما ينقص من خلق البشر عن يمينه باب يخرج منه ريح طيبة وعن شماله باب تخرج منه ريح خبيثة إذا نظر إلى الباب الذي عن يمينه ضحك وإذا نظر إلى الباب الذي عن يساره بكى وحزن، فقال‏:‏ يا جبريل من هذا الشيخ‏؟‏ وما هذان البابان‏؟‏ قال‏:‏ هذا أبوك آدم وهذا الباب الذي عن يمينه باب الجنة إذا رأى من يدخله من ذريته ضحك واستبشر وإذا نظر إلى الباب الذي عن شماله باب جهنم من يدخله من ذريته بكى وحزن‏.‏ ثم صعد إلى السماء الثانية فاستفتح فقال‏:‏ من هذا‏؟‏ فقال‏:‏ جبريل، قالوا‏:‏ ومن معك‏؟‏ قال‏:‏ محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا‏:‏ وقد أرسل إليه‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قالوا‏:‏ حياه الله من أخ وخليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء، جاء فدخل فإذا هو بشابين فقال‏:‏ يا جبريل ما هذان الشابان‏؟‏ قال‏:‏ هذا عيسى ويحيى ابنا الخالة، ثم صعد إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقالوا‏:‏ من هذا معك‏؟‏ قال‏:‏ محمد، قالوا‏:‏ وقد أرسل إليه‏؟‏ قال‏:‏نعم، قالوا‏:‏ حياه الله من أخ وخليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء، جاء فدخل فإذا هو برجل جالس قد فضل على الناس في الحسن كما فضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، فقال‏:‏ من هذا يا جبريل‏؟‏ قال‏:‏ أخوك يوسف صلى الله عليه وسلم، ثم صعد إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل فقالوا‏:‏ من هذا معك‏؟‏ قال‏:‏ محمد صلى الله عليه وسلم قالوا‏:‏ وقد أرسل إليه‏؟‏ قال‏:‏ نعم قالوا‏:‏ حياه الله من أخ وخليفة ونعم المجيء جاء، فدخل فإذا هو برجل فقال‏:‏ يا جبريل من هذا الرجل الجالس‏؟‏ قال‏:‏ هذا أخوك إدريس رفعه الله مكاناً علياً، ثم صعد به

إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل فقالوا‏:‏ من هذا معك‏؟‏ قال‏:‏ محمد صلى الله عليه وسلم قالوا‏:‏ وقد أرسل إليه‏؟‏ قال‏:‏ نعم قالوا‏:‏ حياه الله من أخ وخليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء، فدخل فإذا هو برجل جالس يقص عليهم، قال‏:‏ يا جبريل من هذا‏؟‏ ومن هؤلاء الذين حوله‏؟‏ قال‏:‏ هذا هارون صلى الله عليه وسلم المخلف في قومه وهؤلاء قومه من بني إسرائيل، ثم صعد به إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل فقالوا‏:‏ من هذا معك‏؟‏ قال‏:‏ محمد صلى الله عليه وسلم قالوا‏:‏ وقد أرسل إليه‏؟‏ قال‏:‏ نعم قالوا‏:‏ حياه الله من أخ وخليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء فإذا هو برجل جالس فجاوزه فبكى الرجل فقال‏:‏ يا جبريل من هذا‏؟‏ قال‏:‏ موسى صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ما يبكيه‏؟‏ قال‏:‏ تزعم بنو إسرائيل أني أفضل الخلق وهذا قد خلفني فلو أنه وحده ولكن معه كل أمته، ثم صعد بنا إلى السماء السابعة، فاستفتح جبريل، فقالوا‏:‏ من معك‏؟‏ قال‏:‏ محمد صلى الله عليه وسلم قالوا‏:‏وقد أرسل إليه‏؟‏ قال‏:‏ نعم قالوا‏:‏ حياه الله من أخ ومن خليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء فإذا هو برجل أشمط جالس على كرسي عند باب الجنة وعنده قوم جلوس في ألوانهم شيء - قال عيسى‏:‏ يعني أبا جعفر الرازي وسمعته مرة يقول‏:‏ سود الوجوه - فقام هؤلاء الذين في ألوانهم شيء فدخلوا نهراً يقال له‏:‏ ‏"‏نعمة الله‏"‏ فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء فدخلوا نهراً آخر يقال له‏:‏ ‏"‏رحمة الله‏"‏ فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء فدخلوا نهراً آخر فذلك قوله تعالى ‏{‏وسقاهم ربهم شراباً طهوراً‏}‏ فخرجوا وقد خلصت ألوانهم مثل ألوان أصحابهم، فجلسوا إلى أصحابهم، فقال‏:‏ يا جبريل من هذا الأشمط الجالس‏؟‏ ومن هؤلاء البيض الوجوه‏؟‏ ومن هؤلاء الذين في ألوانهم شيء فدخلوا هذه الأنهار فاغتسلوا فيها ثم خرجوا وقد خلصت ألوانهم‏؟‏ قال‏:‏ هذا أبوك إبراهيم صلى الله عليه وسلم أول من شمط على الأرض وهؤلاء القوم البيض الوجوه قوم لم يلبسوا إيمانهم بظلم، وهؤلاء الذين في ألوانهم شيء قد خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً تابوا فتاب الله عليهم، ثم مضى إلى السدرة فقيل له‏:‏ هذه السدرة المنتهى ينتهي كل أحد من أمتك خلاً على سبيلك وهي السدرة المنتهى يخرج من أصلها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه

وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى وهي شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين عاما وإن ورقة منها مظلة الخلق فغشيها نور وغشيتها الملائكة قال عيسى‏:‏ فذلك قوله ‏{‏إذ يغشى السدرة ما يغشى‏}‏ فقال تبارك وتعالى له‏:‏ سل، فقال‏:‏ إنك اتخذت إبراهيم خليلاً وأعطيته ملكاً عظيماً وكلمت موسى تكليماً وأعطيت داود ملكاً عظيماً وألنت له الحديد وسخرت له الجبال وأعطيت سليمان ملكاً عظيماً وسخرت له الجن والإنس والشياطين والرياح وأعطيته ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده وعلمت عيسى التوراة والإنجيل وجعلته يبرئ الأكمه والأبرص وأعذته وأمه من الشيطان الرجيم فلم يكن له عليهما سبيل، فقال له ربه تبارك وتعالى‏:‏ ‏"‏قد اتخذتُك خليلاً وهو مكتوب في التوراة ‏"‏محمد حبيب الرحمن‏"‏ وأرسلتك إلى الناس كافة وجعلت أمتك هم الأولون وهم الآخرون وجعلت أمتك لا تجوز لهم خطبة حتى يشهدوا أنك عبدي ورسولي وجعلتك أول النبيين خلقاً وآخرهم بعثا وأعطيتك سبعاً من المثاني ولم أعطها نبياً قبلك وأعطيتك خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم أعطها نبياً قبلك وجعلتك فاتحاً وخاتماً‏"‏‏.‏ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏فضلني ربي تبارك وتعالى بست‏:‏ قذف في قلوب عدوي الرعب من مسيرة شهر، وأحلت لي الغنائم ولم تحل قبلي، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وأعطيت فواتح الكلام وجوامعه، وعرض على أمتي فلم يخف على التابع والمتبوع منهم ورأيتهم أتوا على قوم ينتعلون الشعر ورأيتهم أتوا علي قوم عراض الوجوه صغار الأعين فعرفتهم ما هم‏.‏ وأمرت بخمسين صلاة فرجع إلى موسى فقال له موسى‏:‏ بكم أمرت من الصلاة‏؟‏ قال‏:‏ بخمسين صلاة، قال‏:‏ ارجع إلى ربك فسله التخفيف فإن أمتك أضعف الأمم وقد لقيت من بني إسرائيل شدة‏.‏ فرجع محمد صلى الله عليه وسلم فسأل الله التخفيف فوضع عنه عشراً فرجع إلى موسى فقال له‏:‏ بكم أمرت‏؟‏ قال‏:‏ بأربعين صلاة، قال‏:‏ ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك فإن أمتك أضعف الأمم وقد لقيت من بني إسرائيل شدة‏.‏ فرجع محمد صلى الله عليه وسلم فسأله التخفيف فوضع عنه عشراً فرجع إلى موسى فقال له‏:‏ بكم أمرت‏؟‏ قال‏:‏ بثلاثين، قال‏:‏ ارجع إلى ربك فسله التخفيف

لأمتك فإن أمتك أضعف الأمم ولقد لقيت من بني إسرائيل شدة‏.‏ فرجع محمد فسأل ربه التخفيف فوضع عنه عشراً فرجع إلى موسى فقال له‏:‏ بكم أمرت‏؟‏ قال‏:‏ بعشرين، قال‏:‏ ارجع إلى ربك فسله التخفيف عن أمتك فإن أمتك أضعف الأمم وقد لقيت من بني إسرائيل شدة‏.‏ فرجع محمد صلى الله عليه وسلم فسأل ربه التخفيف فوضع عنه عشراً فرجع إلى موسى فقال له‏:‏ بكم أمرت‏؟‏ قال‏:‏ بعشر، قال‏:‏ ارجع إلى ربك فسله التخفيف عن أمتك فإن أمتك أضعف الأمم وقد لقيت من بني إسرائيل شدة‏.‏ فرجع محمد فسأل ربه التخفيف فوضع عنه خمساً فرجع إلى موسى فقال له‏:‏ بكم أمرت‏؟‏ قال‏:‏ بخمس قال‏:‏ ارجع إلى ربك فسله التخفيف فإن أمتك أضعف الأمم وقد لقيت من بني إسرائيل شدة‏.‏ قال‏:‏ قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه وما أنا براجع إليه فقيل له‏:‏ كما صبرت نفسك على الخمس فإنه يجزئ عنك بخمسين يجزئ عنك كل حسنة بعشر أمثالها‏"‏‏.‏ قال عيسى‏:‏ بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏كان موسى صلى الله عليه وسلم أشدهم علي أولاً وخيرهم آخراً‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله موثقون إلا أن الربيع بن أنس قال عن أبي العالية أو غيره فتابعيه مجهول‏.‏

  باب منه في الإسراء

236-عن شداد بن أوس قال‏:‏ قلنا‏:‏ يا رسول الله كيف أسري بك ليلة أسري بك‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏صليت بأصحابي صلاة العتمة بمكة معتماً، فأتاني جبريل بدابة بيضاء فوق الحمار ودون البغل فاستصعب علي فأدارها بأذنها حتى حملني عليها فانطلقت تهوي بنا تضع حافرها حيث أدرك طرفها حتى انتهينا إلى أرض ذات نخل قال‏:‏ انزل

فنزلت، ثم قال‏:‏ صل فصليت، ثم ركبنا قال لي‏:‏ أتدري أين صليت‏؟‏ قلت‏:‏ الله أعلم، قال‏:‏ صليت بيثرب صليت بطيبة، ثم انطلقتْ تهوي تضع حافرها حيث أدرك طرفها حتى بلغنا أرضاً بيضاء، قال لي‏:‏ انزل فنزلتُ، ثم قال‏:‏ صل فصليت، ثم ركبنا قال‏:‏ أتدري أين صليت‏؟‏ قلت‏:‏ الله أعلم قال‏:‏ صليت بمدين صليت عند شجرة موسى ثم انطلقتْ تهوي بنا تضع حافرها - أو يقع حافرها - حيث أدرك طرفها ثم ارتفعنا قال‏:‏ انزل فنزلت فقال‏:‏ صل فصليت ثم ركبنا فقال‏:‏ أتدري أين صليت‏؟‏ قلت‏:‏ الله أعلم‏!‏ قال‏:‏ صليت بيت لحم حيث ولد عيسى المسيح بن مريم ثم انطلق بي حتى دخلنا المدينة من بابها الثامن فأتى قبلة المسجد فربط دابته ودخلنا المسجد من باب فيه مثل الشمس والقمر فصليت من المسجد حيث شاء الله - قال ابن زبريق - ثم أتيت بإناءين في أحدهما لبن وفي الآخر عسل أُرسل إلي بهما جميعاً فعدلت بينهما ثم هداني الله فأخذت اللبن فشربت حتى قدعتُ ‏(‏قدعه‏:‏ ضربه‏)‏ به جبني وبين يدي شيخ متكئ فقال‏:‏ أخذ صاحبك الفطرة أو قال بالفطرة‏.‏ ثم انطلق بي حتى أتيت الوادي الذي بالمدينة فإذا جهنم تنكشف عن مثل الزرابي‏"‏ قلنا‏:‏ يا رسول الله كيف وجدتها‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏مثل - وذكر شيئاً ذهب عني - ثم مررت بعيرٍ لقريش بمكان كذا وكذا قد أضلوا بعيراً لهم فسلمت عليهم فقال بعضهم لبعض‏:‏ هذا صوت محمد صلى الله عليه وسلم ثم أتيت أصحابي قبل الصبح بمكة فأتاني أبو بكر فقال‏:‏ يا رسول الله أين كنت الليلة فقد التمستك في مكانك فلم أجدك‏؟‏ قال‏:‏ إني أتيت بيت المقدس الليلة، فقال‏:‏ يا رسول الله إنه مسيرة شهر فصفه لي، ففتح لي شراك كأني أنظر إليه لا يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم عنه‏"‏‏.‏ فقال أبو بكر‏:‏ أشهد أنك رسول الله، فقال المشركون‏:‏ انظروا إلى ابن أبي كبشة يزعم أنه أتى بيت المقدس الليلة‏!‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم وقد مررت بعير لكم في مكان كذا قد أضلوا بعيراً لهم بمكان كذا وكذا وأنا مُسيِّرهم لكم ينزلون بكذا ثم يأتونكم يوم كذا وكذا يقدمهم جمل أدم عليه مسح أسود وغرازتان ‏(‏الغرازة‏:‏ ركاب كور الجمل‏)‏ سوداوتان‏"‏، فلما

كان ذلك اليوم أشرف الناس ينظرون حتى كان قريباً من نصف النهار أقبلت العير يقدمهم ذلك الجمل كالذي وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه البزار والطبراني في الكبير إلا أن الطبراني قال فيه‏:‏ ‏"‏قد أخذ صاحبك الفطرة وإنه لمهدي وقال في وصف جهنم كيف وجدتها‏؟‏ قال‏:‏ مثل الحَمَّة ‏(‏عين يخرج منها الماء الحار‏)‏ السخنة‏"‏‏.‏ وفيه إسحاق بن إبراهيم بن العلاء وثقه يحيى بن معين وضعفه النسائي

237-وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أُتيتُ بالبراق فركبته إذا أتى على جبل ارتفعت رجلاه، وإذا هبط ارتفعت يداه، فسار بنا في أرض غمة ‏(‏أي‏:‏ ضيقة‏)‏ منتنة ثم أفضينا إلى أرض فيحاء ‏(‏أي‏:‏ واسعة‏)‏ طيبة‏"‏‏.‏ قال الطبراني‏:‏ ‏"‏قلت‏:‏ يا جبريل كنا نسير في أرض غمة نتنة ثم إلى أرض فيحاء طيبة‏!‏ فقال‏:‏ تلك أرض النار وهذه أرض الجنة‏"‏‏.‏ - وقال البزار أحسبه‏:‏ ‏"‏قال جبريل صلى الله عليه وسلم‏:‏ تلك أرض أهل النار وهذه أرض أهل الجنة - فأتيت على رجل قائم فقال‏:‏ من هذا يا جبريل معك‏؟‏ قال‏:‏ أخوك محمد صلى الله عليه وسلم، فرحب ودعا لي بالبركة، فقلت‏:‏ من هذا يا جبريل‏؟‏ قال‏:‏ هذا أخوك عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فسرنا فسمعت صوتاً فأتينا على رجل فقال‏:‏ من هذا معك‏؟‏ قال‏:‏ هذا أخوك محمد صلى الله عليه وسلم فسلم ودعا لي بالبركة وقال‏:‏ سل لأمتك التيسير قلت‏:‏ من هذا يا جبريل‏؟‏ قال‏:‏ هذا أخوك موسى صلى الله عليه وسلم قلت‏:‏ على من كان تذمره‏؟‏ قال‏:‏ على ربه قلت‏:‏ على ربه‏؟‏ قال‏:‏ نعم قد عرف حدته‏.‏ ثم سرنا فرأيت شيئاً‏.‏ فقلت‏:‏ ما هذا‏؟‏ أو ما هذه يا جبريل‏؟‏ قال‏:‏ هذه شجرة أبيك إبراهيم ادن منها، قلت‏:‏ نعم‏"‏، وقال الطبراني‏:‏ ‏"‏قلت‏:‏ أدنو منها‏؟‏ قال‏:‏ نعم فدنونا

منها، فرحب ودعا لي بالبركة، ثم مضينا حتى أتينا بيت المقدس فربطتُ الدابة بالحلقة التي تربط بها الأنبياء ثم دخلنا المسجد فنشرتْ ‏(‏النشر‏:‏ الإحياء‏)‏ لي الأنبياء من سمى الله ومن لم يسم، فصليت‏"‏، قال الطبراني‏:‏ بهم - ثم اتفقا إلا هؤلاء الثلاثة‏:‏ إبراهيم وموسى وعيسى‏.‏

رواه البزار وأبو يعلى والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح

238 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏بينا أنا قاعد إذ جاء جبريل صلى الله عليه وسلم فوكز بين كتفي، فقمت إلى شجرة فيها كَوَكْرَيِ الطير فقعد في أحدهما وقعدت في الآخر فسمتْ وارتفعت حتى سدت الخافقين وأنا أقلب طرفي ولو شئت أن أمس السماء لمسست فالتفت إلى جبريل كأنه حِلْس لاطئ فعرفت فضل علمه بالله علي، وفتح باب من أبواب السماء ورأيت النور الأعظم وإذا دون الحجاب رفرفة الدر والياقوت فأوحى إلي ما شاء أن يوحي‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح

239-وعن أم هانئ رضي الله عنها قالت‏:‏ بات رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به في بيتي، ففقدته من الليل فامتنع مني النوم مخافة أن يكون عرض له بعض قريش فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن جبريل عليه السلام أتاني فأخذ بيدي فأخرجني فإذا على البيت دابة

231-وعن أبي بن كعب رضي الله عنه عن رسول الله قال‏:‏

دون البغل وفوق الحمار فحملني عليه ثم انطلق حتى انتهى إلى بيت المقدس فأراني إبراهيم يشبه خلقه خلقي ويشبه خلقي خلقه وأراني موسى آدم طويلاً سبط الشعر يشبَّه برجال أزد شنوءة وأراني عيسى بن مريم ربعة أبيض يضرب إلى الحمرة شبهته بعروة بن مسعود الثقفي وأراني الدجال ممسوح العين اليمنى شبهته بقطن بن عبد العزى، وأنا أريد أن أخرج إلى قريش فأخبرهم بما رأيت‏"‏ فأخذتُ بثوبه فقلت‏:‏ إني أذكرك الله إنك تأتي قوماً يكذبونك وينكرون مقالتك فأخاف أن يسطوا بك، قال‏:‏ قالت‏:‏ فضرب ثوبه من يدي ثم خرج إليهم، فإذا هم جلوس فأخبرهم ما أخبرني فقام جبير بن مطعم فقال‏:‏ يا محمد لو كنت شابا كما كنت ما تكلمت بما تكلمت به وأنت بين ظهرانينا، فقال رجل من القوم‏:‏ يا محمد هل مررت بإبل لنا في مكان كذا وكذا‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم والله قد وجدتهم قد أضلوا بعيراً لهم فهم في طلبه‏"‏ قال‏:‏ فهل مررت بإبل لبني فلان‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم وجدتهم في مكان كذا وكذا قد انكسرت له ناقة حمراء فوجدتهم وعندهم قصعة من ماء فشربتُ ما فيها‏"‏ قالوا‏:‏ فأخبرنا ما عدتها وما فيها من الرعاة‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏قد كنت عن عدتها مشغولاً‏"‏ فقام فأتي بالإبل فعدها وعلم ما فيها من الرعاة ثم أتى قريشاً فقال لهم‏:‏ ‏"‏سألتموني عن إبل بني فلان فهي كذا وكذا وفيها من الرعاء فلان وفلان وسألتموني عن إبل بني فلان فهي كذا وكذا وفيها من الرعاء ابن أبي قحافة وفلان وفلان وهي مصبحتكم بالغداة على الثنية‏"‏ قال‏:‏ فقعدوا إلى الثنية ينظرون أصدقهم، فاستقبلوا الإبل فسألوا‏:‏ هل ضل لكم بعير‏؟‏ قالوا‏:‏ نعم، فسألوا الآخر‏:‏ هل انكسرت لكم ناقة حمراء‏؟‏ قالوا‏:‏نعم، قالوا‏:‏ فهل كان عندكم قصعة‏؟‏ قال أبو بكر‏:‏ أنا والله وضعتها فما شربها أحد ولا هراقوه في الأرض وصدقه أبو بكر وآمن به فسمي يومئذ الصديق‏.‏

رواه الطبراني في الكبير، وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور، متروك كذاب

240-وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال‏:‏ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الصبح فقال‏:‏

‏"‏إني رأيت رؤيا هي حق فاعقلوها‏:‏ أتاني رجل فأخذ بيدي فاستتبعني حتى أتى بي جبلاً طويلاً وعراً فقال لي‏:‏ ارقه، فقلت‏:‏ لا أستطيع فقال‏:‏ إني سأسهله لك، فجعلت كلما رقيت قدمي وضعتها على درجة، حتى استوينا على سواء الجبل فانطلقنا فإذا نحن برجال ونساء مشققة أشداقهم فقلت‏:‏ من هؤلاء‏؟‏ قال‏:‏ هؤلاء الذين يقولون مالا يعلمون، ثم انطلقنا فإذا نحن برجال ونساء مسمرة أعينهم وآذانهم قلت‏:‏ ما هؤلاء‏؟‏ قال‏:‏ هؤلاء الذين يُرون أعينهم مالا يرون ويُسمعون آذانهم مالا يسمعون، ثم انطلقنا فإذا نحن بنساء معلقات بعراقيبهن مصوبة رؤوسهن تنهش ثديانهن الحيات قلت‏:‏ ما هؤلاء‏؟‏ قال‏:‏ هؤلاء الذين يمنعون أولادهن من ألبانهن، ثم انطلقنا فإذا نحن برجال ونساء معلقات بعراقيبهن مصوبة رؤوسهن يلحسن من ماء قليل وحمأ قلت‏:‏ ما هؤلاء‏؟‏ قال‏:‏ هؤلاء الذين يصومون ويفطرون قبل تحلة صومهم، ثم انطلقنا فإذا نحن برجال ونساء أقبح شيء منظراً وأقبحه لبوساً وأنتنه ريحاً كأنما ريحهم المراحيض قلت‏:‏ ما هؤلاء‏؟‏ قال‏:‏ هؤلاء الزانون والزناة، ثم انطلقنا فإذا نحن بموتى أشد شيء انتفاخاً وأنتنه ريحاً قلت‏:‏ ما هؤلاء‏؟‏ قال‏:‏ هؤلاء موتى الكفار، ثم انطلقنا فإذا نحن نرى دخاناً ونسمع عواءً قلت‏:‏ ما هذا‏؟‏ قال‏:‏ هذه جهنم فدعها، ثم انطلقنا فإذا نحن برجال نيام تحت ظلال الشجر قلت‏:‏ ما هؤلاء‏؟‏ قال‏:‏ هؤلاء موتى المسلمين، ثم انطلقنا فإذا نحن بجوار وغلمان يلعبون بين نهرين قلت‏:‏ ما هؤلاء‏؟‏ قال‏:‏ ذرية المؤمنين، ثم انطلقنا فإذا نحن برجال أحسن شيء وجهاً وأحسنه لبوساً وأطيبه ريحاً كأن وجوههم القراطيس قلت‏:‏ ما هؤلاء‏؟‏ قال‏:‏ هؤلاء الصديقون والشهداء والصالحون، ثم انطلقنا فإذا نحن بثلاثة نفر يشربون خمراً ويغنون فقلت‏:‏ ما هؤلاء‏؟‏ قال‏:‏ ذاك زيد بن حارثة وجعفر وابن رواحة فملتُ قِبلهم فقالوا‏:‏ قُدنا لك قدنا لك، ثم رفعت رأسي فإذا بثلاثة نفر تحت العرش قلت‏:‏ ما هؤلاء‏؟‏ قال‏:‏ ذاك أبوك إبراهيم وموسى وعيسى وهم ينتظرونك صلوات الله عليهم أجمعين‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح

241-وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم بالبراق فحمله بين يديه فإذا بلغ مكاناً مطأطئاً طالت يداها وقصرت رجلاها حتى تستوي به وإذا بلغ مكاناً مرتفعاً قصرت يداها وطالت رجلاها حتى تستوي ثم عرض له رجل عن يمين الطريق فجعل يناديه‏:‏ يا محمد إلي الطريق مرتين فقال له جبريل‏:‏ امض ولا تكلم ثم عرض له رجل عن يسار الطريق فقال له‏:‏ إلي الطريق يا محمد، فقال له جبريل‏:‏ امض ولا تكلم أحداً ثم عرضت له امرأة حسناء جميلة فقال له جبريل‏:‏ تدري من الرجل الذي عن يمين الطريق‏؟‏ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا، قال‏:‏ تلك اليهود دعتك إلى دينهم، ثم قال له‏:‏ تدري من الرجل الذي دعاك عن يسار الطريق‏؟‏ قال‏:‏ لا، قال‏:‏ تلك النصارى دعتك إلى دينهم، هل تدري من المرأة الحسناء الجملاء‏؟‏ قال‏:‏ تلك الدنيا دعتك إلى نفسها، ثم انطلقنا حتى أتينا بيت المقدس فإذا هو بنفر جلوس فقالوا‏:‏ مرحباً بالنبي الأمي، فإذا في النفر الجلوس شيخ فقال محمد صلى الله عليه وسلم‏:‏ من هذا‏؟‏ قال‏:‏ هذا أبوك إبراهيم، ثم سأله من هذا‏؟‏ قال‏:‏ هذا موسى، ثم سأله من هذا‏؟‏ قال‏:‏ هذا عيسى ابن مريم، ثم أقيمت الصلاة فتدافعوا حتى قدموا محمداً صلى الله عليه وسلم، ثم أتوا بأشربة فاختار محمد صلى الله عليه وسلم اللبن قال له جبريل‏:‏ أصبت الفطرة، ثم قيل له‏:‏ قم إلى ربك فقام فدخل ثم جاء فقيل له‏:‏ ماذا صنعت‏؟‏ فقال‏:‏ فُرضتْ على أمتي خمسون صلاة، فقال له موسى‏:‏ ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك فإن أمتك لا تطيق هذا، فرجع ثم جاء فقال له موسى‏:‏ ماذا صنعت‏؟‏ قال‏:‏ ردها إلى خمس وعشرين صلاة فقال له موسى‏:‏ ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك فرجع ثم جاء حتى ردها إلى خمس فقال له موسى‏:‏ ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك فقال‏:‏ قد استحييت من ربي مما أراجعه وقد قال لي‏:‏ ‏"‏لك بكل ردة رددتها مسألة أعطيكها‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط هكذا مرسلاً، وقال‏:‏ لا يروى عن ابن أبي ليلى إلا بهذا الإسناد، مع الإرسال فيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو ضعيف

242-وعن صهيب بن سنان قال‏:‏ لما عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم الماء ثم الخمر ثم اللبن أخذ اللبن فقال له جبريل‏:‏ أصبت الفطرة وبها غُذِّيتْ كل دابة ولو أخذتَ الخمر غويتَ وغويتْ أمتك وكنت من أهل هذه، وأشار بيده إلى الوادي الذي يقال له‏:‏ وادي جهنم فنظرت إليه فإذا هو يلتهب‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة

243-وعن عبد الرحمن بن قرط أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به إلى المسجد الأقصى فلما رجع كان بين المقام وزمزم جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فطارا به حتى بلغ السماوات السبع فلما رجع قال‏:‏

‏"‏سمعت تسبيحاً في السماوات العلى مع تسبيح كثير سبحت السماوات العلى من ذي المهابة مشفقات لذي العلا بما علا سبحانه وتعالى‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه مسكين بن ميمون ذكر له الذهبي هذا الحديث وقال‏:‏ إنه منكر

244-وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏لما أسري بي انتهيت إلى سدرة المنتهى فإذا نبقها ‏(‏أي‏:‏ ثمرها‏)‏ أمثال القلال ‏(‏أي‏:‏ الجرة العظيمة‏)‏‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه زينب بنت سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس لم أر من ذكرها

245-وعن عبد الله بن أسعد بن زرارة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ليلة أسري بي فانتهيت إلى قصر من لؤلؤة يتلألأ نوراً وأُعطيت ثلاثاً‏:‏ إنك سيد المرسلين وإمام المتقين ورسول رب العالمين وقائد الغر المحجلين‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه هلال الصيرفي، عن أبي كثير الأنصاري‏:‏ لم أر من ذكرهما

246-وعن جابر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏مررت ليلة أسري بي بالملأ الأعلى وجبريل كالحلس ‏(‏الحلس‏:‏ الثوب الذي يلي الجلد مباشراً‏)‏ البالي من خشية الله‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح‏.‏

  باب في الرؤية

247-عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏رأيت ربي عز وجل‏"‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

لأمتك فإن أمتك أضعف الأمم ولقد لقيت من بني إسرائيل شدة‏.‏ فرجع محمد فسأل ربه التخفيف فوضع عنه عشراً فرجع إلى موسى فقال له‏:‏ بكم أمرت‏؟‏ قال‏:‏ بعشرين، قال‏:‏ ارجع إلى ربك فسله التخفيف عن أمتك فإن أمتك أضعف الأمم وقد لقيت من بني إسرائيل شدة‏.‏ فرجع محمد صلى الله عليه وسلم فسأل ربه التخفيف فوضع عنه عشراً فرجع إلى موسى فقال له‏:‏ بكم أمرت‏؟‏ قال‏:‏ بعشر، قال‏:‏ ارجع إلى ربك فسله التخفيف عن أمتك فإن أمتك أضعف الأمم وقد لقيت من بني إسرائيل شدة‏.‏ فرجع محمد فسأل ربه التخفيف فوضع عنه خمساً فرجع إلى موسى فقال له‏:‏ بكم أمرت‏؟‏ قال‏:‏ بخمس قال‏:‏ ارجع إلى ربك فسله التخفيف فإن أمتك أضعف الأمم وقد لقيت من بني إسرائيل شدة‏.‏ قال‏:‏ قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه وما أنا براجع إليه فقيل له‏:‏ كما صبرت نفسك على الخمس فإنه يجزئ عنك بخمسين يجزئ عنك كل حسنة بعشر أمثالها‏"‏‏.‏ قال عيسى‏:‏ بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏كان موسى صلى الله عليه وسلم أشدهم علي أولاً وخيرهم آخراً‏"‏

248-وعن عكرمة‏:‏ ‏{‏وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس‏}‏ قال‏:‏ شيء أريه النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة رآه بعينيه حين ذهب به إلى بيت المقدس‏.‏

رواه أحمد موقوفاً على عكرمة وفيه ابن إسحاق وهو مدلس

249-وعن ابن عباس أنه كان يقول‏:‏ إن محمداً صلى الله عليه وسلم رأى ربه مرتين‏:‏ مرة ببصره ومرة بفؤاده‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح خلا جهور بن منصور الكوفي، وجهور بن منصور ذكره ابن حبان في الثقات

250-وعن ابن عباس قال‏:‏

نظر محمد صلى الله عليه وسلم إلى ربه تبارك وتعالى، قال عكرمة‏:‏ فقلت لابن عباس‏:‏ نظر محمد إلى ربه‏؟‏ قال‏:‏ نعم، جعل الكلام لموسى والخلة لإبراهيم والنظر لمحمد صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه حفص بن عمر العدني‏.‏ روى ابن أبي حاتم توثيقه عن أبي عبد الله الطهراني وقد ضعفه النسائي وغيره‏.‏

 بابان‏:‏ العقيدة في الله

  باب في عظمة الله سبحانه وتعالى

251-عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏سألت جبريل‏:‏ هل ترى ربك‏؟‏ قال‏:‏ إن بيني وبينه سبعين حجاباً من نور لو رأيت أدناها لاحترقت‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه قائد الأعمش، قال أبو داود‏:‏ عنده أحاديث موضوعة، وذكره ابن حبان في الثقات وقال‏:‏ يهم

252-وعن عبد الله بن عمرو وسهل بن سعد رضي الله عنهما قالا‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏دون الله سبعون ألف حجاب من نور وظلمة ما تسمع نفس شيئاً من حس تلك الحجب إلا زهقت نفسها‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير عن عبد الله بن عمرو وسهل أيضاً، وفيه موسى بن عبيدة لا يحتج به

253-وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا محمد هل احتجب الله عز وجل عن خلقه بشيء غير السماوات والأرض‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم، بينه وبين الملائكة الذين حول العرش سبعون حجاباً من نور وسبعون حجاباً من نار وسبعون حجاباً من ظلمة وسبعون حجاباً من رفارف الإستبرق

وسبعون حجاباً من رفارف السندس وسبعون حجاباً من در أبيض وسبعون حجاباً من در أحمر وسبعون حجاباً من در أصفر وسبعون حجاباً من در أخضر وسبعون حجاباً من ضياء استضاءها من ضوء النار والنور وسبعون حجاباً من ثلج وسبعون حجاباً من ماء وسبعون حجاباً من غمام وسبعون حجاباً من برد وسبعون حجاباً من عظمة الله التي لا توصف‏"‏ قال‏:‏ فأخبرني عن الملك الذي يليه‏؟‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أصدقت فيما أخبرتك يا يهودي‏؟‏‏"‏ قال‏:‏ نعم، قال‏:‏ ‏"‏فإن الملك الذي يليه إسرافيل ثم جبريل ثم ميكائيل ثم ملك الموت صلى الله عليهم أجمعين‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد المنعم بن إدريس كذبه أحمد وقال ابن حبان‏:‏ كان يضع الحديث‏.‏

  باب

254-عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إن لله ملكاً لو قيل له التقم السماوات والأرضين السبع بلقمة لفعل، تسبيحه سبحانك حيث كنت‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والكبير وقال‏:‏ تفرد به وهب بن رزق قلت‏:‏ ولم أر من ذكر له ترجمة

255-وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏أذن لي أن أحدث عن ملك من حملة العرش رجلاه في الأرض السفلى وعلى قرنه العرش وبين شحمة أذنه وعاتقه خفقان الطير سبعمائة سنة، يقول ذلك الملك‏:‏ سبحانك حيث كنت‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وقال‏:‏ تفرد به عبد الله بن المنكدر، قلت‏:‏ هو وأبوه ضعيفان

256-وعن جابر رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعين عاما‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ رواه أبو داود خلا قوله‏:‏ سبعين عاما‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح

257-وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أذن لي أن أحدث عن ملك قد مزقت رجلاه الأرض السابعة، والعرش على منكبيه وهو يقول‏:‏ سبحانك أين كنت وأين تكون‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح

258-وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أتاني ملك لم ينزل إلى الأرض قبلها قط برسالة من ربي فوضع رجله فوق السماء الدنيا ورجله في الأرض يقلها‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه صدقة بن عبد الله التنيسي والأكثر على تضعيفه وقد وثقه يحيى بن معين ودحيم

259-وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن في السماء ملكاً يقال له‏:‏ إسماعيل، على سبعين ألف ملك كل منهم على سبعين ألف ملك‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الصغير وفيه أبو هارون واسمه عمارة بن جوين وهو ضعيف جداً‏.‏

  باب في التفكير في الله تعالى والكلام

260- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه الوازع بن نافع وهو متروك

261-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لا تقوم الساعة حتى يكفر بالله جهراً وذلك عند كلامهم في ربهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وقال‏:‏ لم يروه عن الأوزاعي إلا إسماعيل بن يحيى التميمي، قلت‏:‏ ولم أر من ذكر إسماعيل ولا الذي روى عنه وهو إسحاق بن زريق ‏(‏فائدة‏:‏ قد ذكر المؤلف في باب لا يكفر أحد من أهل القبلة بذنب أن إسماعيل بن يحيى التميمي كان يضع الحديث وأما الراوي عنه إسحاق فهو ابن زبريق وهو إسحاق بن إبراهيم بن العلاء روى عنه البخاري في كتاب الأدب المفرد واختلف في الاحتجاج به - كما في هامش الأصل‏)‏

قلت‏:‏ وتأتي أحاديث بمقلوبها‏.‏

  باب منزلة المؤمن عند ربه

262-عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ليس شيء أكرم على الله عز وجل من المؤمن‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عبيد الله بن تمام وهو ضعيف جداً

263-وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نظر إلى الكعبة فقال‏:‏

‏"‏لقد شرفك الله وكرمك وعظمك، والمؤمن أعظم حرمة منك‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ‏(‏قال أبو داود عن أحمد بن حنبل‏:‏ أصحاب الحديث إذا شاءوا احتجوا بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وإذا شاءوا تركوه - كما في تهذيب التهذيب‏)‏

264-وعن جابر قال‏:‏ لما افتتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة استقبلها بوجهه وقال‏:‏

‏"‏أنت حرام، ما أعظم حرمتك وأطيب ريحك‏!‏ وأعظم حرمة عند الله منك المؤمن‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن محصن وهو كذاب يضع الحديث

265-وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن الملائكة قالت‏:‏ يا ربنا أعطيت بني آدم الدنيا يأكلون فيها ويشربون ويلبسون ونحن نسبح بحمدك ولا نأكل ولا نلهو فكما جعلت لهم الدنيا فاجعل لنا الآخرة فقال‏:‏ لا أجعل صالح ذرية من خلقت يدي كمن قلت له‏:‏ كن فكان‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي وهو كذاب متروك وفي سند الأوسط طلحة بن زيد وهو كذاب أيضاً

266-وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ما من شيء أكرم على الله جل ذكره يوم القيامة من بني آدم‏"‏ قيل‏:‏ يا رسول الله ولا الملائكة‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏ولا الملائكة، إن الملائكة مجبورون بمنزلة الشمس والقمر‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه عبيد الله بن تمام وهو ضعيف

267-وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏قال الله‏:‏ عبدي المؤمن أحب إلي من بعض ملائكتي‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو المهزم وهو متروك وهو عند ابن ماجة من قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏المؤمن أكرم على الله من بعض ملائكته‏"‏

268-وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول‏:‏

‏"‏إن الله تبارك وتعالى أضن بموت عبده المؤمن من أحدكم بكريمة ماله حتى يقبضه على فراشه‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ضعفه أحمد وأكثر الناس، ورجحه بعضهم على ابن لهيعة‏.‏

  باب أفضل الناس مؤمن بين كريمين

269-عن كعب بن مالك رضي الله عنه‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل‏:‏ أي الناس أفضل‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏مؤمن بين كريمتين‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه معاوية بن يحيى أحاديثه مناكير‏.‏

  باب المؤمن غر كريم

270-عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏المؤمن غر كريم والفاجر خب لئيم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه يوسف بن السفر وهو كذاب‏.‏